الغابات المطيرة في كوستاريكا معجزة الطبيعة

 

الغابات المطيرة في كوستاريكا معجزة الطبيعة


تعتبر الغابات المطيرة في كوستاريكا أحد أركان الثروة الطبيعية في هذه البلدة الساحرة التي تتربع في قلب أمريكا اللاتينية، وتجذب هذه الغابات ملايين السياح من مختلف بقاع الأرض سنوياً للاستمتاع بجمالها ومناخها الرائع، وفي ضوء ذلك سنأخذكم اليوم في رحلة مميزة إلى هذه الغابات الامريكية المذهلة وسنتعرف على تفاصيلها ومغامراتها، استعدوا معنا للكثير من التشويق..

متابعة ممتعة نرجوها لكم..

 

ما هي الغابات المطيرة؟



قبل الحديث عن الغابات المطيرة في كوستاريكا يجب علينا توضيح مفهومها واختلافها عن الغابات العادية، في الواقع إن الغابات الاستوائية المطيرة عبارة عن غابات كثيفة جداً تتصف بمستويات الرطوبة العالية فيها، ويستمر هطول المطر فيها على مدار العام ولذلك سميت بـ "الغابات المطيرة"، وهي غنية جداً بالتنوع البيولوجي النباتي والحيواني.

وعلى الرغم من أننا نتحدث اليوم عن غابات كوستاريكا المطيرة إلا أن هناك غابات استوائية مطيرة أخرى في الكثير من البلدان والقارات الأخرى، ففي كل من أمريكا الجنوبية والوسطى نجد غابات مطيرة وفي أفريقيا الوسطى، شرقي آسيا، نيوزيلندا وأستراليا الكثير والكثير منها.

تعرف على غابات كوستاريكا الساحرة



بما أننا نسلط الضوء اليوم على غابات كوستاريكا المطيرة فلابد لنا من الإلمام ببعض التفاصيل عن هذه البلاد الطبيعية المميزة، فقد تميزت كوستاريكا الواقعة في أمريكا اللاتينية بهدوئها وطبيعتها الجذابة، وقد صنفت على أنها إحدى أكثر البلدان حول العالم استقراراً وأماناً، تبلغ مساحتها 51 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها 5,000,000 نسمة تقريباً.

سان خوسيه هي عاصمة كوستاريكا وأكبر مدينة فيها، يتحدث سكانها باللغة الإسبانية إلى جانب الإنجليزية، وهي من أغنى البلدان بطبيعتها الخلابة لا سيما وأنها تضم عشرات المحميات الطبيعية والغابات الاستوائية المطيرة والمنتزهات الوطنية التي نستعرف عليها فيما بعد.

علاوةً على ذلك فإن نظامها البيئي مفعم بالحيوانات البرية والطيور والكائنات البحرية النادرة والمهددة بالانقراض، وبالنظر إلى سواحلها فإن المياه شديدة النقاء والزرقة والرمال بيضاء ناعمة تتيح ممارسة مختلف الرياضات البحرية فيها كالسباحة والغوص وركوب الأمواج أيضاً، وبسلاسلها الجبلية يمكن لمحبي رياضات ركوب الدراجات الجبلية والتسلق الاستمتاع فيها وعيش تجربة لا تنسى.

وبالنسبة على النقل والمواصلات في كوستاريكا، فمن الأفضل ركوب السيارات أو الإبحار بالقارب للوصول إليها، وتعتبر شهور السياحة الرائجة فيها بين يوليو وأكتوبر، عندها تزدحم كوستاريكا بالزوار وتكتظ النزل والفنادق بالحجوزات وتصل تكاليف الإقامة والمبيت فيها إلى الحد اللأعلى.

 

اين تقع الغابات المطيرة في كوستاريكا؟

لا تتركز الغابات المطيرة في كوستاريكا في جزء أو بقعة واحدة بل تنتشر في الكثير من أنحاء البلاد نظراُ إلى التوزع الجغرافي الكبير فيها، ومن أبرز المناطق في كوستاريكا التي تتواجد فيها غابة مطيرة نذكر لكم:

·         منتزه كوكوفادو الوطني



يقع هذا المنتزه في جنوبي غربي كوستاريكا، يعدّ موطناً لأكثر من 2.5% من المخلوقات الحية في العالم، يضم مجموعة كبيرة من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، أهمها: الجاكوار، آكل النمل، النسور والزواحف والطيور.

تشتهر الغابة المطيرة في كوكوفادو بطبيعتها الخلابة، فهي تحتوي مختلف التضاريس الطبيعية الجميلة، الأنهار الجارية برقة والشلالات المستدامة، يجاورها شاطئ رملي ممتد وأشجار متكاثفة ومتداخلة ببعضها لتمنحها مظهر الغابة الاستوائية المطيرة شديدة الروعة.

يعتبر هذا المنتزه وجهة رئيسية لمحبي الطبيعة البرية والمغامرات ورحلات القوارب، وتتوفر فيه جولات إرشادية وسياحية، لتقديم تجربة فريدة لا تنسى.

·         منتزه تورتوجويرو الوطني



يتوضع هذا المنتزه على الساحل الكاريبي شمالي شرقي كوستاريكا، من أهم الغابات المطيرة في البلاد لا سيما وأنه يتضمن الكثير من الأنظمة البيئية المبهرة.

ومن الجدير بالذكر ان هذا المنتزه يستعرض توازناً مذهلاً بين الحياة البرية والبحرية، إذ يضم محمية طبيعية متنوعة إلى جانب الشاطئ البحري والمخلوقات النادرة والسلاحف البحرية المتعايشة فيه.

·         محمية مونتيفيردي السحابية



هذه المحمية تحتل الجزء الشمالي الغربي من كوستاريكا، تعتبر من أشهر واهم الغابات المطيرة السحابية على مستوى العالمي.

تتربع محمية مونتيفردي على منطقة جبلية، وتضم غابة مطيرة أشبه ما تكون بلوحة فنية إبداعية، حيث تضم أكثر من 2500 نوع من الأشجار والنباتات والسرخسيات، و 500 نوع من الحيوانات والطيور، بالإضافة إلى الكثير من الأنواع المهددة بالانقراض أهمها طائر الكيتزال فائق الجمال.

تغطي هذه الغابة في المحمية غيوم كثيفة طوال الوقت جعلت منها غابة مطيرة وسحابية في آنٍ واحد.

وعلى الرغم من كونها تضم غابة مطيرة ضخمة إلا أن تصميمها يتضمن مسارات وممرات طبيعية وتتوفر فيها الزلاجات المعلقة بالإضافة إلى الجولات الإرشادية والجسور المعلقة للاستمتاع بناظر بانورامية لا مثيل لها في أي مكان آخر من العالم.

 

خصائص الغابات المطيرة



تتعدد مواطن الغابات المطيرة حول العالم، منها في أمريكا أو آسيا أو أستراليا وأفريقيا وغيرها الكثير، لكنها جميعها تشترك بخواص واحدة مهما تباعدت عن بعضها، ألا وهي:

-          التوضع في المناطق الاستوائية أو المجاورة للبحار والمحيطات ذات أعلى مستويات الرطوبة.

-          تتصف بمناخها الرطب والدافئ وهطول الأمطار المستمر على مدار العام بمعدل 1750_2000 ملم/ سنوياً، وغالباً ما تتراوح الحرارة في الغابات المطيرة بين 20 و30 درجة مئوية.

-          التنوع البيولوجي الكبير ووجود آلاف الأنواع من الحيوانات والنباتات النادرة المهددة بالانقراض، وتشير الإحصائيات إلى أن نصف الكائنات الحية على وجه الأرض يتواجد في الغابات المطيرة.

-          تعدد الأنظمة البيئية بوجود الأشجار الشاهقة والطويلة التي تغطي سماء الغابة المطيرة غالباً، يليها الشجيرات والأعشاب المتنوعة.

-          تلعب دور حيوي كبير في تنظيم المناخ والجو العام في كوكب الأرض، فهي تمتص كميات هائلة من غاز ثاني أوكسيد الكربون وتنتج عوضاً عنه أضعاف مضاعفة من غاز الأوكسجين.

 

حقائق مذهلة عن الغابات الاستوائية المطيرة



على الرغم من أننا تعرفنا على الغابات المطيرة وخصائصها وجميع المعلومات الهامة عنها، إلا أن هناك مجموعة من الحقائق المذهلة التي ترتبط بها ولا يعرف عنها الكثيرون، بما في ذلك:

  •      نادراً ما تتسلل أشعة الشمس إلى الغابات المطيرة، لذلك تخلو ترتبها من الأعشاب البسيطة التي تتطلب شعاع الشمس لاستكمال عملية التركيب الضوئي.
  • -          تعتبر الغابات المطيرة الاستوائية موطناً حقيقياً للكثير من القبائل الأصلية والشعوب البدائية التي اتخذت من الغابات موطناً لها واعتمدت عليها في غذائها وثقافتها.
  • -          تقع اكبر غابة مطيرة في العالم ضمن أمريكا الجنوبية وتحديداً في حوض الأمازون، حيث تغطي مساحة 35,000,000 كيلومتر مربع، وتساوي مساحتها نصف المساحة الإجمالية للغابات المطيرة في جميع أنحاء العالم.
  • -          عادةً ما تكون أشجار الغابات المطيرة طويلة جداً تصل إلى عشرات الأمتار وأوراقها كبيرة الحجم تشبه أوراق الموز والأناناس، يفسر ذلك بأن اتساع الأوراق يسهم في امتصاص أكبر قدر ممكن من الضوء القليل.
  • -          هل قرأت مسبقاً عن أكبر زهرة على وجه الأرض؟ التي أطلق عليها زهرة الجثة وتزن 7 كغ تقريباً، إنها متواجدة في الغابة المطيرة، تقدر طول البتلة الواحدة فيها بمتر واحد، وهي شهيرة جداً بالرائحة الكريهة المنبعثة منها والتي تجذب الذباب إليها.

 

وإلى هنا نصل معكم إلى ختام هذا المقال المميز الذي كان عبارة عن جولة سياحية في الغابات المطيرة في كوستاريكا، تعرفنا فيها على هذه البلاد الساحرة وتضاريسها ومواعيد زيارتها، واطلعنا أيضاً على المحميات الطبيعية والمنتزهات التي تضم أجمل الغابات المطيرة المحلية ضمنها، ولا ننسى مجموعة الخصائص الفريدة والحقائق المذهلة عن هذه الغابات الاستوائية التي تمثل آية من الجمال ومعجزة من معجزات الطبيعة لا يعلم الكثيرون عنها، إذا أعجبكم هذا المقال اتركوا لنا تعليقاً باسم الوجهة السياحية الجديدة التي ترغبون بالتعرف عليها عن قرب ودمتم بخير.

مع تحيات فريق لمحة..


تعرف أيضاً على: نافذة حول العالم: استكشاف الثقافات والتقاليد المختلفة

Post a Comment

أحدث أقدم